خبراء في مكافحة الاتجار بالبشر: ٩٥% من أطفال الشوارع في مصر «شواذ» .. والحكومة مسؤولة عن تفشي الظاهرة

موقع جريدة المصرى اليوم " حصرياً " لـ سكول كافيه - مصر
حمل نشطاء حقوقيون وخبراء دوليون في مجال مكافحة جريمة الاتجار بالبشر الحكومة المصرية مسؤولية انتشار ظاهرة أطفال الشوارع في مصر، منتقدين وزارة التضامن الاجتماعي، وتجاهلها معالجة الأزمة، من خلال دور الرعاية الاجتماعية لهؤلاء الأطفال.

وكشفوا خلال مشاركتهم في ندوة «مأساة الاتجار في البشر» التي نظمها مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان أن الإحصاءات قدرت أعداد أطفال الشوارع في مصر بما بين ٢ إلي ٣ ملايين طفل محذرين من خطورة الاستغلال الجنسي لهؤلاء الأطفال، خاصة الذكور، حيث تحول نحو ٩٥% منهم إلي شواذ.

وقال الدكتور محمد مطر، «أستاذ القانون الدولي بجامعة جون هوبكنز، مدير مشرورع الحماية المعني بالاتجار في البشر» إن ظاهرة الاتجار بالبشر عالمية، وخطورتها تكمن في عدم طرحها للنقاش في مصر.

وانتقد مطر مراكز الأبحاث والدراسات المصرية متسائلا: هل لدينا إحصاءات أو أرقام بعدد أطفال الشوارع والأشخاص الذين يتم الإتجار بهم في مصر؟!، مشددا علي أن الدراسات والإحصاءات الموجودة بحاجة إلي إعادة نظر.

وأشار إلي أن الفكرة السائدة عن مصر أنها دولة عبور في مجال الإتجار بالبشر، ولكن تعريف الظاهرة داخليا غير معترف بها، لافتا إلي أن المجتمع الدولي انتبه في عام ٢٠٠٠ لخطورة تلك الظاهرة وقررت الأمم المتحدة في عام ٢٠٠٣ إصدار اتفاقية لمكافحة الاتجار بالبشر.

وأكد أسامة الغزولي، مدير المؤسسة العربية لدراسات الهجرة أنه في الوقت الذي تقدر فيه منظمة العمل الدولية عدد ضحايا الاتجار بالبشر في العالم بحوالي ١٢ مليونا و٣٠٠ ألف إنسان ليس هناك إحصاء أو تقدير لعدد ضحايا الاتجار بالبشر في مصرا مرجعا ذلك إلي عدم وجود مواد في القانون المصري تعالج جرائم الاتجار في البشر، وتحدد أركان الجريمة وتعاقب مرتكبيها.

وأشار الغزولي إلي أن العولمة الاقتصادية تشجع حركة العمالة غير الماهرة أو ذات المهارات المنخفضة عبر الحدود، لسد النقص في أسواق العمل في الخليج وأوروبا، مشيرا إلي أن معظمهم يتجه للعمل في مجالات البناء والزراعة وأعمال النظافة والسباكة وصناعات الجلود والخدمة في المنازل.

وقال: كل من يطلع علي الحصة المقررة لمصر من تصاريح العمل للأجانب في إيطاليا، سيجد أن هذه هي المهن التي تستوعب المهاجرين، لافتا إلي أن هذه الحصة المقررة لمصر لا تتجاوز ٧ آلاف عامل لهذا العام.

ولفت الغزولي إلي منظمة العمل الدولية تقدر أعداد العمال المهاجرين في العالم بنحو ١٢٠ مليونا منهم ٧ ملايين و٥٠٠ ألف في السعودية و٢ مليون و٣٠٠ ألف في الإمارات، ومثل هذا الرقم في ماليزيا، ومليون و٣٠٠ ألف في الكويت، بينما نصيب مصر منها يبلغ حوالي ٥ ملايين.

وقال: إنه بالرغم من تزايد أعداد المهاجرين عالميا، فإنهم يتعرضون لظروف أشبه بالعبودية، لافتا إلي أن نقص التعليم يضعف الفرص الاقتصادية، ويزيد من فرصة إعادة استغلال الضحايا ويضعف من فرص إفلاتهم من قبضة المتاجرين بالبشر.

وأكد الدكتور حسن عيسي، أستاذ علم النفس، رئيس الجمعية المصرية للشفافية، أن ظاهرة أطفال الشوارع موجودة في مصر ولكنها زادت خلال السنوات العشر الأخيرة ويقدر عددهم بنحو ٢ مليون طفل.

وعرضت لمياء لطفي، مسؤول مؤسسة المرأة الجديدة لبعض الشهادات والتجارب لفتيات قاصرات تم إجبارهن من قبل أهلهن للعمل في مجال الدعارة، لافتة إلي أن كثيرات منهن لجأن إلي الشارع هربا من أهلهن مما دفعهن إلي الوقوع في مشاكل أكبر منها الاختطاف والاغتصاب والتسول.